لأن أعمارهم متقاربة ظننت أن حياتهم يجب أن تكون مُتشابهه ، لأنهم في فصل واحد وأثرثر لهم نفس الكلمات ظننت أن استيعابهم مُـتطابق !! ونسيت أنهم يعيشون حياة مُختلفة بل قد تكون آلامهم أشد وطأة من آلام الكبار !! " سحابه انتبهي { لمى } لها ظروف خاصة في المنزل .. فوالديها على وشك الانفصال " يا الله .. يا الله ماذا كنت أفعل ؟ - لمى انتبهي معنا !! لمى اجلسي جلسة صحيحة !! لمى أجيبي على سؤالي ؟ - مُعلمه ما هو السؤال ؟ كنت أغلي غضبا بداخلي وأعيد السؤال بهدوء، حتى يخرج الغضب في القلم الذي أحمله ليخفف من حده انفعالي، كان حزن { لمى } يجبرها أن لا تنتبه ولا تجلس ولا ترد على الأسئلة !! اختفت لمى لمدة تزيد عن الأسبوع تلك الأيام التي بدأت بحسابها ثم لم أرها حتى هذه اللحظة ؟ لذلك لا أدري كم عدد الأيام المُنفرطة بلا وجودها، ما زلت اذكر جيدا حين اسألها فتنطق عينيها { مُعلمة أنا ويـــن وأنتِ وين } .
" سحابه انتبهي { سارة } عندها مشكلة في الكلى لازم تروح لدورة المياه كل عشر دقائق " أصبحت سارة تشعر بالغيض كلما نفذّت وصية أهلها لي ، وأشرت لها بإصبعي نحو الباب لتذهب لدورة المياه، - مُعلمه والله ما فيني شيء !! فأذكر كلام والدتها : - يقول الدكتور ما راح تحتاج عملية إذا راحت باستمرار لدورة المياه، بصراحة خايفه عليها من العملية !! واذكر وعدي لها : - إذا السالفة دورة مياه ابشري ما راح تحتاج عملية .. أوعدك . صغيرتيسارة : حتى لو امتعضتِ من أوامري لك بالخروج ، وقمت بعقد حاجبيك لتثبتي حلفك وصدق حديثك بأنك لا تريدين الخروج ، أو حتى وقفت خارج باب الفصل لتعدي إلى العشرة ثم تدخلي من جديد لإيهامي بأنك ذهبت وعدت بسرعة ، فأنا وعدت والدتك بأنك لن تفعلي أي عملية ..
" سحابه.. حبيت أخبرك أن والد ريم توفى قبل أسبوع من نهاية الإجازة " يا الله يا الله يا ريم كانت تخبرني أنها لم تحلّ الواجب لأنها ذهبت لزيارة والدها المريض ، فكنت أظنه عذرا وهميا ، فأطلب منها أن تحلّ الواجب قبل أن تذهب لزيارته أو فور العودة منه ، فيأتي الغد لتخبرني : - معلمه أنا حليت الواجب قبل ما أروح لبابا في المستشفى . كان دخولي لفصل ريم بعد تلقي النبأ من الأشياء الصعبة التي أقوم بها ، ملأت رئتي بالهواء حاولت أن أنظر إليهم جميعا دون أن تنفرط دمعتي ، حاولت أن أكلمهم جميعا حتى لا يختنق صوتي بالدموع ، حاولت وحاولت حتى لم يتبقى سوى دقائق وتنتهي الحصة ، أمسكت قلمي الأحمر وبدأت بتصحيح الأوراق التي قمت بتوزيعها أوّل الحصة - [size=7]كنوع من التغذية الرجعية السريعة – التي تجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم ، فبدأن بالحديث عن أشيائهم الطفولية: - أيمكنني أن اشرب الماء ؟ فأهز رأسي بالموافقة وأنا ما زلت بين الأوراق والقلم الأحمر، - أيمكنني الخروج لأغسل يدي؟ فأهز رأسي يمينا وشمالاً بالرفض وأنا ما زلت أحملق في الاسم الموجود في أعلى الورقة، - معلمة ممكن نسولف بصوت منخفض ؟ فلا أحرك رأسي أبدا ولكن ارفع عيني للأعلى وأنظر لها مُبتسمة قائلة : - بالطبع ، انظري إلى ورقتك جميع إجاباتك صحيحة _299: . تنظر إلى زميلاتها في الفصل جامعة قبضتها لترفعها عاليا - علامة القوة - ، فيرددن البقية - و أنا وأنا معلمة وأنا كم درجتي ؟ فأعود بنظري إلى الأوراق قائلة : - العجلة من ..... - الشيطــــــان - لا تعجلوا سأخبركم عندما أنتهي لا أدري إن كانت ريم تريد أن تعرف درجتها أو أنها مشغولة بشيء آخر، فأنا ما زلت أنظر إليهم على أنهم فصل واحد وليسوا أفراد ، انشغلن الصغيرات عني بعلب الماء الصغيرة ، استطيع أن أصنف العطش الجماعي كظاهرة مُعدية، التي تنتابهم عندما تطلب واحدة فجمعيهن يطلبن نفس الطلب - وأن كُنت يا قارئ حرفي مازلت في صفوف المدرسة ستشعر بالعطش الآن وتتوقف عن القراءة لشرب كوب من الماء البارد – كان الحديث عن الألعاب المائية أمر ممتع بالنسبة لهن ، والاقتراحات العجيبة بأن يكون في ساحة المدرسة مسبح كبير حتى يستمتعن باللعب ، تبدي إحداهن خوفها الشديد من الماء وأنها قد تغرق لأنها لا تعرف السباحة ، فقالت ريم: - بابا واعدني يعلمني كيف أسبح ، بس الحين خلاص .. هو راح .. رفعت بصري ببطء نحو كرسيها فوجدتها تحدق النظر إليّ وهي تقول كلمة [ راح ] ، أنقذني صوت جرس نهاية الحصة ، فلملمت أوراقي وخرجت من الفصل مُرددة في داخلي [ الله يصبر قلبك ] ..
[/size]
عدل سابقا من قبل سحابة نجد في الأربعاء مارس 18, 2009 1:50 pm عدل 3 مرات